هل مخالفة ابن عطية رحمه الله في تفسيره لمعتقد أهل السنة والجماعة مقتصر في باب الصفات الفعلية، وبماذا يُعتذر لابن عطية في ذلك؟
جزاكم الله خيرا.
لا تقتصر على الصفات الفعلية؛ بل له مخالفات أخرى في أبواب من الاعتقاد فهو يقول بالكسب في القدر، وفي كلامه لرؤية المؤمنين لربهم اضطراب، وكذلك في بعض الصفات الذاتية كما في تفسير قول الله تعالى: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو}، وينقل عن كبار الأشاعرة في مسائل الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وأبي المعالي الجويني، ويخالفهم أحيانا.
ولذلك ينبغي لطالب العلم أن يتوقّى ما أخطأ فيه غفر الله له وعفا عنه، ويستفيد مما في الكتاب من فوائد قيّمة.
ويعتذر له بما يعتذر للعلماء الكبار الذين تأثروا ببعض أقوال الأشاعرة بسبب تتلمذهم على أشياخ أشاعرة وغلبة هذا المذهب في بعض البلدان إذ يكون منهم القضاة والوعّاظ والمدرّسون، وفيهم خير وتصوّف وتعبّد وعناية بمسائل الإيمان مع تعظيم للسنّة والسلف الصالح واعتقاد أنهم موافقون لهم؛ فمن نشأ تلك النشأة وأحسن الظن بأشياخه ولم يكن له عناية بمعرفة أقوال السلف في أبواب الاعتقاد انخدع ببعض قول هؤلاء وراجت عليه بعض شبههم.