ترد في كتب التفسير أقوال لعدد من الصحابة دون إسناد، ودون تعليق لمحقق الكتاب على صحتها، وقد أشرتم أن في بعضها ضعفًا؛ فكيف يُميز طالب التفسير بين صحيحها وسقيمها؟
كذا قد يذكر ابن كثير الأقوال دون ترجيح، فكيف يُرجح الطالب بينها؟
لا يطالب الطالب في المراحل الأولى من برنامج إعداد المفسر بالحكم على الأسانيد وتمييز صحيحها من سقيمها، وإنما يتدرّب في أول الأمر على استخلاص المسائل التفسيرية وتمييز الأقوال في كل مسألة ومحاولة جمع المسائل المتعلقة بالآية من تفاسير متعددة؛ فإذا أتقن ذلك وتمهّر فيه انتقل بعد ذلك إلى دراسة أسانيد التفسير والتحقق من صحة نسبة الأقوال إلى من عزيت إليه من الصحابة والتابعين وغيرهم، وهذه الدراسة لها أصول وهي على أقسام تدرس بتفصيل مناسب بإذن الله تعالى مراحل قادمة بإذن الله تعالى، ويعطى الطالب فيها قواعد كلية وأحكاما أغلبية تختصر عليه كثيراً من الجهد والوقت بإذن الله تعالى.