اقتباس:
المسائل الاستطرادية: ● محلّ الإيمان محلّ الإيمان هو القلب، ذكر ذلك ابن كثير. ● دلالة السورة على وجوب العلم قبل العمل. لأن الإيمان فرع عن العلم ينبني عليه ولا يتمّ إلا به، فهو شرط لصحة الإيمان، وهذا حاصل كلام السعدي. |
بارك الله فيكم على الشرح المتدرج لهذه الدروس وأسأل الله أن ينفعنا
وعندي ها هنا سؤال: أشكل علي هنا في سورة العصر: كيف اعتبرتم أن هذه مسائل استطرادية؟
مثلا لو لخصتها بنفسي لوضعتها مع التفسيرية .. فما هو الضابط في ذلك؟ أم أنها ملكة تكتسب مع طول الممارسة؟
الضابط هو أن المسائل التي لا تدل عليها ألفاظ الآية دلالة مباشرة سواء أكانت بدلالة المنطوق أم بدلالة المفهوم أم بغير ذلك من أنواع الدلالات، وليست عائدة إلى علم من علوم الآية فهي مسألة استطرادية.
أي أنها مما أضافه المفسرون تتميماً للفائدة ، وقد يكون مدلولا عليه بآيات أخرى أو أحاديث من السنة أو إجماع.
ولا ينبغي أن يفهم من اسم "المسائل الاستطرادية" أنها مسائل غير مهمة، بل قد تكون مهمة جداً؛ لكنّها إضافة أضافها المفسّر في تفسيره، تتميما للفائدة.
ويلحق بذلك الفوائد السلوكية والأحكام الفقهية المستنبطة من الآية التي لا تدل عليها ألفاظ الآية دلالة مباشرة.
فكون محلّ الإيمان هو القلب؛ هذا ليس في السورة دلالة نصية عليه، ولكن علم بالإجماع وبدلالة آيات أخرى وأحاديث نبوية أنّ الإيمان يكون بالقلب والقول والعمل، وأصل الإيمان في القلب لأنّ مبناه على التصديق، والتصديق عمله قلبي، وإذا صحّ الإيمان في القلب صحّ في الجوارح؛ فيكون تنبيه المفسّر على أنّ محل الإيمان هو القلب هو من باب الإضافة للفائدة، فتكون مسألة عقدية استطرادية.
ومما ينبغي أن يكون واضحاً لديكم أن المسائل على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مسائل يكون من البيّن الواضح أنها مسائل استطرادية.
والقسم الثاني: يكون من البيّن الواضح أنّها من مسائل التفسير أو مسائل علوم الآية.
والقسم الثالث: مسائل ربما يحصل تردد واشتباه هل هي استطرادية أو لا؟
فمسائل هذا القسم لا نخطّئ الطالب فيها؛ لأنّها راجعة إلى الاجتهاد والتقدير، ومع الممارسة تتكشّف للطالب أدوات جديدة يميّز بها بين المسائل الاستطرادية وغيرها؛ فينبغي عدم التوقف كثيراً عند مسائل القسم الثالث؛ لأنّه لو قدّر وجود خطأ في تصنيف المسألة فهو خطأ يسير لا يحول بين الطالب وبين فهم تفسير الآية.