بارك الله فيكم:
قال الإمام أحمد:
اقتباس:
حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني سليط بن أيّوب بن الحكم بن سليم، عن أمّه سلمى بنت قيسٍ -وكانت إحدى خالات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد صلّت معه القبلتين، وكانت إحدى نساء بني عديّ بن النّجّار-قالت: جئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نبايعه في نسوةٍ من الأنصار، فلمّا شرط علينا: ألّا نشرك باللّه شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروفٍ -قال: "ولا تغششن أزواجكنّ". قالت: فبايعناه، ثمّ انصرفنا، فقلت لامرأةٍ منهنّ: ارجعي فسلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما غشّ أزواجنا؟ قال: فسألته فقال: "تأخذ ماله، فتحابي به غيره". |
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فتحابي به غيره"؟
(فتحابي به غيره) أي تعطي منه غيرَه بغير إذنه؛ المحاباة هنا بمعنى الحباء؛ يقال: أحبوه وأحابيه حبواً ومحاباة وحباء، ويكون بناء المفاعلة إما على المطاولة والتمادي وإما على المقابلة كالمعاطاة كما تقول: أعطيه وأعاطيه.
ومن الأول قول زهير بن أبي سلمى في وصف مدحه بشعره:
أحابى به ميتا بنخل وأبتغى .. إخاءك بالقيل الذى أنا قائل
أي أحبو به، فلمّا تطاول منه الحباء سمّى محاباة.
والله تعالى أعلم.