اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال التّرمذيّ: عن ابن عبّاسٍ قال: ضرب بعض أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خباءه على قبرٍ، وهو لا يحسب أنّه قبر إنسانٍ يقرأ سورة الملك حتّى ختمها، فأتى النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، ضربت خبائي على قبرٍ وأنا لا أحسب أنّه قبرٌ، فإذا إنسانٌ يقرأ سورة الملك "تبارك" حتّى ختمها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر)) ثمّ قال: "هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه). |
في هذا الحديث السابق:
- ما معنى خباءه؟
- وما المراد بالحديث أعني "شرحه"؟
- ما المراد بعبارة: «حديث غريب من هذا الوجه»؟
- وما حكم الحديث الغريب؟
جزاكم الله خيرا.
الخباء هو بمثابة الخيمة الصغيرة؛ له عمود يحمله وأطناب تشدّه، وأكثر ما يكون الخباء من الصوف أو الوبر، وأكبر منه الخيمة، وإذا عظمت الخيمة سمّيت فسطاطاً، وجمع الخباء أخبية، وكانت أكثر بيوت العرب في السفر الأخبية.
ومعنى القصة - وهي لا يصح إسنادها - أن رجلاً بنى خيمة صغيرة على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فسمع من القبر صوت إنسان يقرأ سورة الملك.
وقول الترمذي: غريب من هذا الوجه؛ أي لا يُروى إلا من هذا الطريق الفرد، وهو طريق يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس؛ فوصفه بالغرابة يريد به التفرّد هنا، ويحيى بن عمرو النكري مضعّف في الحديث.
وأمّا حكم الحديث الغريب في اصطلاح أهل الحديث فتابع للإسناد ؛ فقد يكون الغريب صحيحاً إذا كان مروياً بإسناد صحيح من غير علّة قادحة، وقد يكون حسناً، وقد يكون ضعيفاً، والغرابة هنا بمعنى التفرّد، والحديث الغريب على نوعين: غريب مطلق، وغريب نسبي.
وتفصيل مباحث الحديث الغريب تدرس في مصطلح الحديث.