يقول ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى:
اقتباس:
{وذرني والمكذّبين أولي النّعمة} أي: دعني والمكذّبين المترفين أصحاب الأموال، فإنّهم على الطّاعة أقدر من غيرهم وهم يطالبون من الحقوق بما ليس عند غيرهم |
كيف يكون المكذبين على الطاعة أقدر من غيرهم؟
جزاكم الله خيرا
أي أنّهم بما مكّنهم الله به من المال والقوة والعافية والجاه التي أترفوا بسببها أقدر على الطاعة والاستجابة من غيرهم ممن حرم منها؛ فالمستضعفون قد يفتنون عن الاستجابة لدعوة الحقّ بسبب خوفهم من المترفين المستكبرين أصحاب القوة والسلطان، وكذلك المحتاج للمال الذي يقتات من عطاء غيره قد يمنعه من قبول دعوة الحقّ خوفه من الافتقار إذا خالف من يعطيه.
وأمّا أؤلئك المستكبرون فلم يكن منعهم من قبول دعوة الحقّ إلا الكبر والطغيان، لم يمنعهم خوف ولا خشية فقر، ولذلك كان العذاب عليهم أشدّ والخطاب لهم أوكد، مع أنّ الجميع يجري عليهم التكليف بوجوب الاستجابة لله تعالى.