ذكر اﻷشقر سبب تسمية يوم القيامة بالحاقة:
اقتباس:
ﻷنَّها تَحِقُّ وتَنْزِلُ بالخَلْقِ |
ما معناها؟ هل يعني تنزل الخلق منازلهم ويتحقق وقوعها؟
هذا أحد الأقوال في سبب تسمية يوم القيام بالحاقّة، ومعناه أن وقوعها سيتحقق [وتنزل بالخلق: أي تأتيهم وتحلّ بهم كما تحلّ المصائب وتنزل بالناس]
والأقوال المشهورة في هذه المسألة أربعة، ومن العلماء من يجمع بين قولين أو أكثر في مساق واحد لعدم تعارضهما:
القول الأول: سميّت بذلك لأنها تُحقّ لكل قوم أعمالهم فيجازون عليها، وهذا قول قتادة رواه عنه عبد الرزاق وابن جرير والحاكم.
وقال ابن جريج: حققت لكل عامل عمله؛ للمؤمن إيمانه وللمنافق نفاقه. رواه ابن المنذر.
وقال بهذا القول الزجاج، وجماعة من المفسرين.
القول الثاني: لأنه تتبيّن فيها حقائق الأمور، ويتحقق الوعد والوعيد، وهذا القول ذكر أصله الفراء، وقال بمعناه ابن قتيبة وعنه أخذه مكي بن أبي طالب، ونسبه ابن عطية لابن عباس، واختاره ابن كثير.
القول الثالث: لِأَنَّهَا تَحُقّ كل مُحاقّ فِي دين الله بِالْبَاطِلِ، أَي كل مجادل ومخاصم فتحُقه أَي تغلبه وتخصُمه، من قَوْلك حاققته أحاقه حِقَاقاً ومحاقة فحققته أحُقّه أَي غلبته وفَلَجْت عَلَيْهِ، وهذا القول ذكره أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة.
القول الرابع: أي الواجبة وجوباً متحققا، قد أحقّها الله وعظّمها ؛ فهي واقعة لا محالة، وهذا القول ذكره ابن المبارك اليزيدي.