عبارة لابن كثير لم أفهمها:
قال رحمه الله تعالى:
اقتباس:
جاءَ اللَّهُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ- يَعْنِي الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ- وَأَشْرَقَ مِنْ سَاعِيرَ- يعني جبل بَيْتَ الْمَقْدِسِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ مِنْهُ عِيسَى- وَاسْتَعْلَنَ مِنْ جِبَالِ فَارَانَ- يَعْنِي جِبَالَ مَكَّةَ التي أرسل الله منها محمدا صلّى الله عليه وسلّم فذكرهم مخبرا عنهم عَلَى التَّرْتِيبِ الْوُجُودِيِّ بِحَسَبِ تَرْتِيبِهِمْ فِي الزَّمَانِ، وَلِهَذَا أَقْسَمَ بِالْأَشْرَفِ ثُمَّ الْأَشْرَفِ مِنْهُ ثُمَّ بالأشرف منهما. |
لم أفهم قوله: «ذكرهم مخبرا عنهم عَلَى التَّرْتِيبِ الْوُجُودِيِّ بِحَسَبِ تَرْتِيبِهِمْ فِي الزَّمَانِ».
هذا مما أثر من التوراة، ومراده بالترتيب الوجودي في هذا الأثر الإلهي أنّ موسى عليه السلام قبل عيسى عليه السلام ثم أتى بعدهما محمد صلى الله عليه وسلم؛ فطور سيناء هو الطور الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام كما قال الله تعالى: {ونادينا من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا} .
وساعير جبل بيت المقدس الذي بعث فيه عيسى عليه السلام.
وفاران هي جبال مكة التي بعث فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فهذا ترتيب وجودي أي موافق لترتيب وجودهم في الزمان.
وأما في السورة فالترتيب على الأشرف فالأشرف؛ أي الأعظم مكانة؛ فأقسم الله بالتين والزيتون وهما شجرتان مباركتان، ثم أقسم بطور سينين ، وهو مكان مبارك أوحى الله فيه إلى موسى عليه السلام، ثمّ البلد الأمين الذي جعله الله بلدا مباركاً وهو أشرف الأماكن وأعظمها بركة.