الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن اختلاف المفسرين في الكوثر

0

0

0

عقيلة زيان
طالبة علم


14:41 2-1-1437 | 15-10-2015

- المراد بالكوثر:

وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها بيان أن الكوثر هو نهر في الجنة.

ثم وجدنا في كلام المفسرين ترجيح للمعنى الأعم - الذي هو الخير الكثير ومنه النهر في الجنة - مثل ما رجح ذلك ابن كثير والسعدي.

لماذا لم يكن هذا الحديث نص في المسألة وحسم للنزاع بما أنه تفسير نبوي وهو مقدم على غيره فالنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بمراد ربه.


جزاكم الله خيرا


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
14:43 14-1-1437 | 27-10-2015

أصل الخلاف في هذه المسألة في معنى التعريف في لفظ "الكوثر" هل هو للجنس أو للعهد؟
- فإن كان للعهد الذهني فالقول الصحيح أنه نهر في الجنّة، لدلالة الأحاديث الصحيحة على تعيين المراد به؛ كما في صحيح مسلم عن أنس قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين أظهرنا في المسجد؛ إذ أغفى إغفاءةً، ثمّ رفع رأسه متبسّماً، قلنا: ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال: «لقد أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ» فقرأ: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم {إنّا أعطيناك الكوثر * فصلّ لربّك وانحر * إنّ شانئك هو الأبتر}». ثمّ قال: «أتدرون ما الكوثر؟». قلنا: اللّه ورسوله أعلم. قال: «فإنّه نهرٌ وعدنيه ربّي عزّ وجلّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، وهو حوضٌ ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد النّجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: ربّ، إنّه من أمّتي. فيقول: إنّك ما تدري ما أحدث بعدك».
وري عن ابن عمر وعائشة وحذيفة في ذلك أحاديث مرفوعة وموقوفة.
ويعتذر لابن عباس بأنّ النص على هذا التفسير لم يبلغه.
وقد رجّح ابن جرير هذا القول، وقال ابن حجر: لا معدل عنه.

- وإن كان التعريف للجنس: فالقول الصحيح قول ابن عباس، وهو أنّ المراد بالكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه في الدنيا والآخرة، ويكون النهر من جملة ذلك الخير، والنص عليه في الحديث من باب التفسير بالمثال لا على إرادة الحصر، ولذلك نظائر كثيرة في التفاسير النبوية وتفاسير السلف.
وقد روى البخاري في صحيحه من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما-، أنّه قال في الكوثر: هو الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه.
قال أبو بشرٍ: قلت لسعيد بن جبيرٍ: فإنّ النّاس يزعمون أنّه نهرٌ في الجنّة، فقال سعيدٌ: النّهر الّذي في الجنّة من الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه.

وسعيد بن جبير قد بلغه التفسير الآخر يقيناً، ومع ذلك رجّح التفسير المرويّ عن ابن عبّاس، وهذا ترجيح منه بأنّ التعريف للجنس لا للعهد، وهذا القول هو الذي رجّحه ابن كثير، وهو اختيار شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ومعرفة معاني التعريف في التفسير مهمّة لطالب علم التفسير؛ فإنّه يتبيّن له بها بعض أسباب الاختلاف وأوجه الجمع بين أقوال المفسرين.