أثابكم الله
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :
اقتباس:
({وَأَمَّا مَن بَخِلَ} بمَا أُمرَ بهِ، فتركَ الإنفاقَ الواجبَ والمستحبَّ، ولمْ تسمحْ نفسهُ بأداءِ مَا وجبَ للهِ، {وَاسْتَغْنَى}عَنْ اللهِ، فتركَ عبوديتهُ جانباً، ولم يَرَ نفسهُ مفتقرةً غايةَ الافتقارِ إلى ربِّهَا الذي لا نجاةَ لهَا ولا فوزَ ولا فلاحَ إلاَّ بأنْ يكونَ هوَ محبوبُهَا ومعبودهَا، الذي تقصدهُ وتتوجهُ إليهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 927] |
(ولم يَرَ نفسهُ مفتقرةً غايةَ الافتقارِ إلى ربِّهَا)
لسان حالنا يدل على ذلك، ونجد من أنفسنا الاعتماد على الأسباب في كثير من الأحيان.. فهل هذا من أسباب التيسير للعسرى؟
الافتقار إلى الله تعالى على درجتين:
الدرجة الأولى: الافتقار الاعتقادي، وهو أن يعتقد العبد افتقاره إلى الله تعالى، وأنه لا غنى له عنه، وهذه الدرجة من أنكرها فهو كافر؛ لتكذيبه بالنصوص الدالّة على ذلك، ومنها قول الله تعالى: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}.
والدرجة الثانية: شهود حال الافتقار؛ بأن يجد الإنسان من نفسه افتقاراً إلى الله تعالى يحمله على التوكّل عليه، والاستعانة به، واللجوء إليه؛ وهذه عبادة قلبية عظيمة ؛ ومن آثارها ما وعد الله تعالى به من كفاية عبده وتيسير أموره، وحفظه وإحسان عاقبته.
وهذا الشهود قد يغفل عنه بعض المسلمين؛ فيضعف أثره في قلوبهم مع إتيانهم بالدرجة الأولى، وهي اعتقاد الافتقار إلى الله تعالى، وتسليمهم بذلك.
وضعف قيام العبد بهذه العبادة القلبية يورثه ضعف التوكّل وضعف الاستعانة وقلّة الذكر، وينتج عن كلّ ذلك تعرّض العبد لأنواع من تعسير الأمور وضيق النفس والحال.
والله تعالى أعلم.