السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بارك الله فيكم فضيلة شيخنا.
فضلاً .
لم يتبيّن لي القول الصواب في المراد بــ " وقوب القمر " في حديث عائشة رضي الله عنها : (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي فأرانيَ القمر حين طلع ؛ فقال: ((تعوَّذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب)) ).
فهل معناه غيابه وذهابه في أوقات معينة من الشهر حيث تزداد ظلمة الليل ؟
وجزاكم الله خيراً.
في حديث عائشة رضي الله عنها دلالة على تفسير وقوب القمر، وهو قولها: (فأراني القمر حين طلع) وإشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى القمر ووصفه إيّاه بالغاسق دليل على أنّ المراد بالغاسق إذا وقب = القمر إذا طلع، وهذا نوع من أنواع التفسير النبوي، وهو التنبيه على دلالة الآية على أمر قد يُغفل عنه.
فدلّ هذا الحديث على أنّ القمر إذا طلع كان لطلوعه شراً يستوجب الاستعاذة منه، ونحن لا نعلم حقيقة هذه الشرور على وجه التحديد لكن يكفينا خبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهو توقيت زمني لشرّ ينتشر في الأرض، قد يكون من شرور الشياطين أو آفات يقدّرها الله تعالى تنزل على أهل الأرض، وقد يجتمع الأمران.
ووصف القمر حين طلوعه بالغاسق إذا وقب موافق للمعنى اللغوي، فإنّ القمر غاسق بطبعه لظلمته، وإنما إنارته بسبب عكسه لإضاءة الشمس، وطلوعه هو وقوبه لأنه يخرج من منزلة لا يُرى فيها إلى منزلة يُرى فيها.
والله تعالى أعلم.