أثابكم الله
في قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) } التحريم
كأن الآية تشعر بأن الذين قاتلوهم في الدين، لا بأس بعدم العدل معهم.
هل هذا الفهم صحيح؟ وأليس العدل واجب مع المؤمنين والكفار؟
هذا الفهم ليس بصحيح من وجهين:
الأول: أن القسط المأمور به في الآية معدّى بحرف (إلى) المتضمّن معنى الإحسان، وهذا إنما هو في حق غير المحاربين من الكفار.
والوجه الثاني: أن العدل المأمور به يختلف في كلّ موضع بحسبه؛ فالكفار غير المحاربين العدل في حقّهم أن يُدعوا إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يبيّن لهم حتى يستجيب منهم من يستجيب.
والكفار المحاربون العدل معهم أن يردع عدوانهم وأن يُقاتلوا حتى تكون كلمة الله هي العليا.
وهذا أمر معلوم كما أن العدل مع السارق أن تقطع يده، والعدل مع القاتل أن يُقتل قصاصاً؛ فكذلك العدل مع الكفار المحاربين أن يُجاهدوا، وأن يُتعدى على المعتدين بمثل ما اعتدوا به ؛ كما قال الله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين}.
بارك الله فيكم
فالعدل من شعار الاسلام وأخلاق المسلمين
فالعدل هو وضع الشيء في نصابه وإعطاؤه حقه ومستحقه
دون شطط أو ظلم
جزاكم الله خيرا