أثابكم الله
ذكر الأشقر في سورة الطلاق:
اقتباس:
{قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا}: الذكْرُ هو القرآنُ العظيمُ, وقيلَ: هو هنا الرسولُ نفْسُه؛ ولذلك قالَ تعالى: {رَسُولاً} أيْ: أَنْزَلَ إليكم قُرآناً: أَرسلَ إليكم رَسولاً بهذا القرآنِ). [زبدة التفسير: 559] |
لم أفهم .. كيف يكون الرسول منزل ؟
وإن كان المراد أن الرسول مرسل بالقرآن الذي هو منزل ... فسيعود المعنى للقول الأول وأن المراد بـ{أنزل إليكم ذكرا} هو القرآن، فيكون بناء عليه: قول واحد في المسألة فقط!
القول بأنّ المراد بالذكر هو الرسول صلى الله عليه وسلم هو قول ابن جرير رحمه الله ، وحجّته أنّ {رسولاً} وقعت عطف بيان لقوله: {ذكراً} ؛ ففسّر الذكر بالرسول.
ويكون معنى الإنزال هنا منصرفاً إلى الوحي الذي امتاز به الرسول عن غيره، فيكون تقرير المعنى على هذا القول: أنزل إليكم ذكراً على لسان رسول منكم أوحى إليه ما يذكّركم به؛ فيصح أن يُنسب التذكير إلى الوحي باعتبار أنه هو أصله، ويصحّ أن يُنسب إلى الرسول لأنه هو المبلّغ له.
والقول بأنّ الذكر هو الرسول لا يقتضي حصر المراد في شخصه المتمحّض عن الرسالة، بل من لوازم ذكره بوصف الرسالة أن الله أنزل إليه من الوحي ما يذكّر به.