السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في درس (سبيل الاهتداء بالقرآن) هذا السؤال وجوابه :
اقتباس:
سؤال: هل صلاح الباطن شرط في الانتفاع بالقرآن؟ |
اقتباس:
جواب: الإيمان شرط في الانتفاع بالقرآن، وكلما كان الإنسان أعظم إيماناً كان انتفاعه أعظم؛ لأن صلاح الباطن إذا كان المراد به مرتبة ما يسمى به المرء صالحاً من الصالحين؛ واشترط هذا الوصف للانتفاع بالقرآن لحُرم من الانتفاع بالقرآن كثير من المسلمين؛ والصواب أن يقال بما دلّت عليه النصوص من أن شرط الانتفاع بالقرآن هو الإيمان، فإذا كان الإيمان صحيحاً انتفع صاحبه بالقرآن، ثم كلما ازداد العبد إيمانا كان انتفاعه بالقرآن أعظم كما قال الله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}. |
سؤالي: هل المقصود هنا بالانتفاع معناه العام؛ بحيث لا ينتفع مطلقا بالقرآن وهداياته إلا المؤمنون؟ أم هناك مفهوم آخر؟
لأنه التبس علي كون الكثير ممّن ليسوا على ملّة الإسلام ينتفعون بالقرآن الكريم ويكون ذلك سببا لهدايتهم إلى الإسلام، فما توجيهكم حفظكم الله؟
المقصود المعنى الشرعي للانتفاع بالقرآن، وهو ما يحصل به الثواب ويندفع به العقاب، وهو ما دلّ عليه قول الله تعالى: {وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين}
وأما يحصل للكفار من تأثّر بالقرآن فإن قادهم هذا التأثّر إلى الإيمان انتفعوا به، وإن لم يؤدّ إلى إيمانهم وإنما تأثروا به وشهدوا بصدقه لم ينقادوا لواجبات الإيمان فإنّ ذلك لا ينفعهم عند الله بل هم كفار خالدون في نار جهنّم، وما عرفوه من البينات حجّة عليهم.
فبدء انتفاعهم حقيقة هو من حين إيمانهم بالقرآن، وما قبله ممهّد له لا يقتضي الانتفاع الحقيقي، فلا يحصل به الثواب ولا يندفع به عقاب.