أحسن الله إليكم
كيف يعرف طالب العلم أن القول المنسوب للعالم الفلاني نص أو مستخرج؟ وهل هناك منهجية يسير عليها للحكم عليه بأحدهما؟
أكثر ما يقع اللبس في ذلك بسبب الاعتماد على مصدر وسيط، ولذلك فإنّ أهمّ ما يعين على ذلك هو الوقوف على النصّ الأصلي عن الإمام أو عن أحد أصحابه الذين حكوه عنه مشافهة، وإذا كان الكلام في كتابٍ له فيُوقف على نصّه فيه، ولا يُكتفى بنقل من نقل عنه؛ لأن النقل قد يقع فيه اختصار وتصرف أو حكاية بالمعنى بما يفهمه الناقل وقد لا يوافق ذلك حقيقة ما قاله الإمام.
فإذا وقف على النصّ الأصلي تبيّن ما إذا كانت الرواية نصية أو مستخرجة؛ فإذا كان في النقل ما يفيد النصّ في المسألة فالرواية منصوصة، وذلك كأن يسأل عن تلك المسألة فيجيب، أو يبتدئ بذكرها، فهذا نصّ جليّ.
وإذا كان في معرض حادثة حصلت له، أو تصرّف تصرَّفه، أو قياس على قولٍ له في مسألة أخرى؛ فهذا قول مستخرَج وليس بنص.
والاستخراج على مرتبتين: استخراج جليّ، واستخراج خفي.
فالاستخراج الجليّ لا إشكال فيه، واستعماله كثير سائغ، وهو ما يُفهم منه قول الإمام في المسألة بدلالة التضمّن أو الاقتضاء.
لكن الاستخراج الخفيّ هو الذي يقع فيه الخطأ، ولأخطاء الاستخراج أسباب عدة، ثم قد تتوالى الأخطاء حتى يخرج قول منسوب إلى الإمام بعيد جداً عن نص الرواية التي رويت عنه