الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن ما ورد عن مصحف عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

0

0

0

إنشاد راجح
هيئة التصحيح


14:38 15-7-1440 | 22-03-2019

من الدرس العاشر أيضا:

- (وذكر ابن عبد البر في التمهيد عن الإمام مالك أنه قال: (قد كان الناس ولهم مصاحف، والستَّةُ الذين أوصى إليهم عمر بن الخطاب كانت لهم مصاحف).

يريد بالستة: عثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين.


وتحت عنوان (مصحف عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه)
قال ابن كثير: (وهذا الذي قاله أبو بكر أظهر، والله أعلم، فإن عليا لم ينقل عنه مصحف على ما قيل ولا غير ذلك، ولكن قد توجد مصاحف على الوضع العثماني، يقال: إنها بخط علي، رضي الله عنه، وفي ذلك نظر، فإنه في بعضها: كتبه علي بن أبي طالب، وهذا لحن من الكلام ؛ وعلي رضي الله عنه من أبعد الناس عن ذلك)ا.هـ.

وقد تقدّم الحديث عن بطلان دعوى كتابة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مصحفاً مرتّباً على النزول.

السؤال: كيف نجمع بين ما ذكره ابن عبد البر نقلا عن الإمام مالك وبين ما ذكره ابن كثير؟

بارك الله فيكم


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
14:39 6-9-1440 | 11-05-2019

لا تعارض بينهما في حقيقة الأمر، فإن الذي نفاه ابن كثير هو أن يكون لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه مصحف منقول عنه معروف أنه له يروى بالإسناد المتصل إليه، ولم ينف أن يكون له في حياته مصحف كان يقرأ فيه، وكذلك الستة الذين روي عن الإمام مالك أنهم كانت لهم مصاحف -إن صحّ عنه هذا النقل - فإما أن تكون تلك المصاحف بعد جمع أبي بكر، أو بعد جمع عثمان؛ فإن المصاحف قد كثرت في ذلك الوقت، فأما قبل جمع أبي بكر فلم يكن لأحد من الصحابة مصحف تام، وأما بعد جمع عثمان فإن كل مصحف كان على خلاف الرسم العثماني قد أمر به عثمان فأحرق.

وما نسخ بعد جمع عثمان فهو موافق للرسم العثماني لإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام الذي جمعه عثمان رضي الله عنه، فبقي الاقتداء بهذه المصاحف التي بثّها عثمان في الأمصار، وتُرك كل ما خالفها، ولذلك لم تكن للتابعين حاجة في أن يكتبوا مصاحف عن أفراد من الصحابة لأن المصاحف العثمانية كانت مبثوثة في الأمصار مشهورة معروفة، وكانوا يستنتسخون منها، وكان في كلّ مصر قراء معروفون يرجع إليهم الناس في تعلّم القراءة وتقويم المصاحف.