التفسير بالإشارة والقياس هل هو ما نستخدمه أحيانا في التدبر لمعاني القرآن؟ وإن كان كذلك فهذه الشروط نلتزم بها أيضا في التدبر؟
وجزاكم الله خيرا
التفسير الإشاري يندرج تحت التدبّر إذا توافرت فيه الشروط التي ذكرها ابن القيم رحمه الله: (أن لا يناقض معنى الآية، وأن يكون معنى صحيحا في نفسه، وأن يكون في اللفظ إشعار به، وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم؛ فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا).
لأنه حينئذ يشمله معنى الاعتبار بالأمثال والأخذ بالأشباه والنظائر.
والتدبّر أوسع معنى من التفسير الإشاري، ولذلك يُطلب من كل من يبلغه القرآن من مؤمن وكافر لعموم الخطاب به في القرآن الكريم، بل منه ما هو نص في مخاطبة الكفار والمنافقين بذلك كما في قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} وقوله: {أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين}، فتأمل كلام الله تعالى وتدبره والتفكر فيه وطلب الاهتداء به مطلوب من كل أحد على ما يستطيع.
وأما مقام التعليم والتفسير والقول بأن مراد الله كذا وكذا، مما لا يدل عليه ظاهر النص، وإنما يعلم بالاستنباط والاجتهاد؛ فهذا لا يجوز أن يقول به من لا يميّز ما يصح من التفسير مما لا يصح.
نعم يسوغ للطالب المتعلّم أن يبدي ما فهمه بالتأمل والاستنباط لعالم من العلماء حتى يقرَّه أو يبين له خطأه؛ وأما أن يعلن به قبل تبيّن صوابه، ويتصدر به في الناس؛ فهذا مما اشتد تحذير العلماء منه.