- في مسائل دلالة المفهوم:
كثيرا ما يرد عليّ معنى ولا أدري أأصبت أم أخطأت مثلا:
- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)} هل يمكن القول باستحباب الصدقات قبل مجلس العلم؟
- وكذا هل يمكن القول بأن المعرض بعد العلم يُزاد له في العذاب كدلالة مفهوم من هذه الآية: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}
غير أن الفائدة المستفادة من الآية الثانية لها شواهد أخرى بينما الفائدة المستفادة من الآية الأولى لم أقف لها على شواهد.
هذه الآية منسوخة بالآية التي بعدها، وهي وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا حكم خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الحكمة من بقاء تلاوة الآية بعد نسخ حكم الوجوب فيها هو الدلالة على مقصدها.
وأما الدلالة المذكورة في السؤال فتسمّى دلالة المناسبة عند الأصوليين، وذكر عن بعض العلماء أنهم كانوا يتصدّقون عند الخروج إلى الصلاة يتأوّلون مقصد هذه الآية، وهذا أقرب لأن الصلاة فيها مناجاة بخلاف الغالب على مجالس العلم.
والصدقة مستحبة في أيّ وقت، وهي من أسباب التطهّر والتزكية كما قال الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.