في تفسير ابن كثير رحمه الله لقوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ....}:
اقتباس:
وهذا السياق يدل على أنهم كلفوا بعد ما أحيوا. وقد حكى الماوردي في ذلك قولين: أحدهما: أنه سقط التكليف عنهم لمعاينتهم الأمر جهرة حتى صاروا مضطرين إلى التصديق، والثاني: أنهم مكلفون لئلا يخلو عاقل من تكليف، قال القرطبي: وهذا هو الصحيح؛ لأن معاينتهم للأمور الفظيعة لا تمنع تكليفهم؛ لأن بني إسرائيل قد شاهدوا أموراً عظاماً من خوارق العادات، وهم في ذلك مكلفون، وهذا واضح، والله أعلم. |
ما معنى أن يسقط عنهم التكليف؟
يريد أنهم لمّا ماتوا انتهت مدّة حياتهم في الدنيا التي فيها تكليفهم بالعبادات، لأن من مات لا ينفعه عمله بعد موته؛ ففهموا أن حياتهم بعد تلك الموتة حياة أخرى غير الحياة التي كانوا فيها مكلفين ، وأنها حياة قد سقطت عنهم فيها التكاليف، وهذا فهم خاطئ؛ فإن تلك الموتة غير الموتة التي هي أجلهم الذي لا يستأخرون عنه.