أثابكم الله
اقتباس:
فأوّل شيءٍ نزل من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات، وهنّ أوّل رحمةٍ رحم الله بها العباد، وأوّل نعمةٍ أنعم بها عليهم، وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقةٍ، وأنّ من كرمه تعالى أن علّم الإنسان ما لم يعلم، فشرّفه وكرّمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البريّة آدم على الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 8/436-437] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (هذهِ السورةُ أولُ السورِ القرآنيةِ نزولاً على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. فإنهَا نزلتْ عليهِ في مبادئ النبوةِ إذْ كانَ لا يدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فجاءَهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ بالرسالةِ، وأمرهُ أنْ يقرأَ، فامتنعَ، وقالَ: ((مَا أَنَا بِقَارِئٍ)) فلمْ يزلْ بهِ حتى قرأَ، فأنزلَ اللهُ عليهِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 930] (م) |
في مسألة ترتيب السورة في النزول، هل نذكر أن آياتها أول الآيات نزولا أم أنها أول السور نزولا، حيث أن هناك سور اكتملت قبلها؟
أول ما نزل من القرآن صدر سورة إقرأ كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، لكن جرى في استعمال كثير من العلماء إطلاق الكل وإرادة الجزء اختصاراً للعبارة؛ فيذكرون أن أول سورة نزلت في القرآن سورة إقرأ، وذلك باعتبار أنّ أول ما نزل بعض آياتها.
كما ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ آخر ما نزل من القرآن سورة المائدة ؛ باعتبار أن آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم .. } الآية، في حجّة الوداع، وإن كان بعض آياتها قد نزلت قبل ذلك بسنوات ، بل منها ما نزل في أوائل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
وسيأتي لهذه المسائل مزيد تفصيل في دورة "نزول القرآن" إن شاء الله تعالى.