السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل
فيما ذكر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في معنى موافقة تأمين الملائكة وتلك الفائدة:
اقتباس:
قال محمد بن عمران الضبّي: سمعت محمد بن سماعة القاضي يقول: (مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا مَاتت فيه أمي، ففاتني فيه صلاة واحدة فِي جمَاعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف فغلبتني عيني، فأتاني آت فَقَالَ: يَا محمد قد صليت خمسا وعشرين صلاة ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن الجوزي في المنتظم. |
السؤال: هل هذا معناه أن تأمين الملائكة مشترط بصلاة الجماعة وتأمين الإمام وأن من صلى منفردًا لا ينال هذا الفضل؟
وما الحال في صلاة المرأة في بيتها ألا تنال ذلك الفضل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا ما يدلّ عليه ظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه »
ولا يسمّى الإمام إماما إلا إذا كان له من يؤمّه.
ومع هذا فصلاة المرأة في بيتها خير لها، وأعظم أجرا من صلاتها في المسجد لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن )) رواه أحمد وأبو داوود وابن خزيمة وغيرهم.
وحديث عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد زوجة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهم أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك !
قال: (( قد علمتُ، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجد الجماعة )).
قال: فأَمَرت فبُنِيَ لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل). رواه أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والطبراني وغيرهم.
فإذا كانت صلاتها في بيتها خير لها من الصلاة في المسجد النبوي خلف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فغيره من المساجد أولى.